40, Rue des hôpitaux, 1er étage N° 5
(En face pavillon 28 - hôpital Ibnou Rochd )
Casablanca - Tél: 05 22 22 03 03

مرضى السكري والربو أكثر عرضة لنزلات البرد

الدكتور عيشان أكد أن تناول المضادات الحيوية دون وصفة خطير على الصحة

قال الدكتور عبد العزيز عيشان، اختصاصي في الجهاز التنفسي وأمراض الحساسية، إن لجوء المواطنين مباشرة إلى الصيدلية لاقتناء الأدوية والمضادات الحيوية دون الاعتماد على الوصفات الطبية يتسبب في حدوث تأثيرات جانبية. وأوضح الدكتور عيشان، في حوار أجرته معه "الصباح"أنه على المريض معرفة الحالات التي يمكن فيها تناول المضادات الحيوية قبل شرائها من الصيدلية، وهو ما لا يمكن أن يتأتى دون زيارة الطبيب. واقترح الاختصاصي في الجهاز التنفسي وأمراض الحساسية، مجموعة من النصائح الطبية التي يمكن الاعتماد عليها في حال الإصابة بالزكام أو نزلة البرد، إضافة إلى كشفه مجموعة من المغالطات التي تعتمد في علاج هذا المرض.

< كيف ترون موجة الزكام ونزلة البرد من الناحية الطبية؟

< نزلة البرد هي مجموعة من الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي عن طريق الأنف، خصوصا في ظل الاضطرابات الجوية التي يعرفها المغرب من بينها التساقطات المطرية والتغييرات المناخية وهي عوامل تحدث نوعا من الأرضية لانتشار مجموعة من الفيروسات التي لم تكن في فصل الصيف. هذه الفيروسات تصيب بكثرة المسنين والفئات المصابة بأمراض مزمنة من بينها أمراض السكري والربو والحساسية، وتؤدي الإصابة بالزكام في بعض الأحيان إلى كثرة العطاس، وبعد ذلك تتطور الحالة إلى اضطراب في الجهاز التنفسي حيث يصبح التنفس صعبا ووجود تقيحات والتهاب في القصبات الهوائية وأحيانا يمكن أن يتطور الالتهاب ويتحول الفيروس إلى الدورة الدموية وهو ما يمكن أن يصيب المريض بالتهاب السحايا والكبد والمفاصل.

< ما هي النصائح التي يمكن أن تقدموها للمواطنين لتفادي الإصابة بالزكام؟

< موجة الزكام منتشرة على الصعيد الوطني، لذلك يجب أخذ الحيطة والحذر، وخصوصا لدى المصابين بأمراض مزمنة من بينها السكري والربو والحساسية، وأيضا الفئات التي تعاني ضعفا في المناعة وهم الأطفال والمسنون، إذ يجب على هذه الفئات التي ذكرناها ارتداء ما يلزم من ملابس تقي من الإصابة بالبرد، وخصوصا أثناء التوجه والعودة من العمل والمدرسة وهي الأوقات التي تعرف انخفاضا في درجة الحرارة.

ثانيا على الشخص الذي يعاني أمراضا مزمنة أخذ علاجه وتناول الأدوية التي وصفت له حتى لا يحصل لديه خلل في صحته. وأي شخص تعرض للإصابة بموجة الزكام ولاحظ ارتفاعا في درجة حرارة الجسم يجب عليه تناول مادة باراسيتامول حتى تنقص درجة الحرارة، والخلود للراحة التي تعتبر علاجا أساسيا ومهما، وتتمثل أهميتها في أن المصاب بنزلة البرد عليه ملازمة الفراش وعدم الالتحاق بالمدرسة أو مقرات العمل حتى لا تنتقل العدوى إلى باقي زملائه والمحيطين به، لأن المريض بالزكام يكون مصابا برعشة تتسبب في العطاس وهو ما يساهم في انتشار مجموعة من الفيروسات وانتقالها بسرعة إلى أجسام أناس آخرين.

< بمجرد انتشار موجة البرد تبدأ مجموعة من الأشخاص في اللجوء إلى عملية التلقيح ضد الأنفلونزا هل هي إيجابية أم لها تأثيرات سلبية؟

< أولا يجب علينا عدم الخلط بين الأنفلونزا التي تكون بمجرد حلول فصل الشتاء وموجة البرد التي تكون عبارة عن فيروس معين. التلقيح المعتمد حاليا هو الذي يكون ضد نوع من الفيروسات التي تسبب مرض الأنفلونزا التي هي الزكام، أما الموجة المنتشرة حاليا هي عبارة عن مجموعة من الفيروسات ولا علاقة لها بمرض الأنفلونزا، أي فيروسات أخرى تدخل إلى الجهاز التنفسي للإنسان عن طريق الأنف وتحدث من بعد تعفنات في القصبات الهوائية والتلقيح لن يعطي النتائج المتوخى منها للوقاية منها.

< ما هي النصائح التي يمكن اتباعها قبل اللجوء إلى الطبيب للعلاج من الزكام؟

< أولا كما سبق أن أشرت لا بد من الحرص على ارتداء ما يكفي من الملابس لتفادي التعرض لموجة البرد، ثانيا في حال شعر المرء بارتفاع في درجة الحرارة ووجود عياء خصوصا خلال الفترة المسائية وصداع في الرأس، فعليه أن يدرك أن جسمه مصاب بأحد أنواع الفيروس. لذلك يجب الالتزام بمجموعة من الطرق قبل أن تتعقد الأمور، من بينها : أولا أخذ مادة الباراسيتامول التي توجد في عدة أنواع من الأدوية التي تخفض درجة الحرارة وتنهي صداع الرأس والمفاصل.

ثانيا : إذا شعر بكثرة العطاس وسعال غير عادي، فيجب عليه عدم السعال والعطس بالقرب من أطفاله والمحيطين به سواء في المؤسسات التعليمية أو البيت أو داخل مقر العمل. ثالثا ضرورة الخلود إلى الراحة لأنها مهمة في مواجهة نزلة البرد، إذ تشكل 50 بالمائة من العلاج.

< مجموعة من المرضى رغبة في اقتصاد مصاريف التطبيب يختارون اقتناء أدوية الزكام والمضادات الحيوية دون وصفات طبية، ما هي تأثيرات ذلك على صحتهم؟

< هذا الحل الذي يلجأ إليه المواطنون في الآونة الأخيرة خصوصا في المغرب يعتبر مشكلا كبيرا، إذ بمجرد الإصابة بنزلات البرد يلجأ البعض مباشرة إلى الصيدلية لاقتناء المضادات الحيوية دون الاعتماد على الوصفات الطبية، وهو ما يتسبب في حدوث تأثيرات جانبية خطيرة جدا. المضادات الحيوية لا تقضي على الفيروسات، وإنما تقضي فقط على البكتيريا ونجد في الثقافة الشعبية أن الشخص بمجرد شعوره بالإصابة بنزلة برد يأخذ المضادات الحيوية من الصيدلية وهذا خطأ مشترك بين المواطن والصيدلي الذي يبيع له دواء لا يحق له إعطاؤه لأي مريض دون الاعتماد على الوصفة الطبية. أجرى الحوار : محمد بها

مشكل الفيروسات

لا بد من اللجوء إلى الطبيب من أجل معرفة نوع الحالة المصاب بها، لأن المضادات الحيوية لن تقضي على الفيروسات ولن يقتصد في مصاريف العلاج، بل سيزيد من تعقيد المسألة وهو ما سيجعله يزور الطبيب مرغما بعدما أهمل ذلك في المرة الأولى. لمواجهة مشكل البرد لا يجب اللجوء إلى خيار المضادات الحيوية من أول وهلة، لأن تلك المضادات لا نأخذها إلا في حال وجود تعفن في الجهاز التنفسي و ملاحظة إفرازات وسخة صفراء وخضراء، أما عندما تكون هناك فقط إفرازات بيضاء وملتصقة فهذا يعني أنه يعاني مشكل الفيروسات.